الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

ازمة الفقه الاسلامي بين الواقع والمثال.

         
بين الواقع والمثال
ازمة الفقه الاسلاميازمة الفقه الاسلامي

ازمة الفقه الايلامي بين الواقع والمثال


إدا سلمنا بوجود أزمة في الفقه الاسلامي،فإن من أهم مظاهر هده الازمة تنحية هدا الفقه وتهميش دوره في حكم المجتمعات الاسلامية،التي تدين بالاسلام  عقيدة وشريعة،ووقوعه في مأزق الانكار وعدم الصلاحية على المستوى الخارجي. وإفساح المجال لنظم غريبة عن هوية الامة،جعلت المسلم يغترب في وطنه،ويزيف وعيه،ويطرح أصالته،ليلهث خلف مفاهيم جاذبة وأساليب خادعة تحت مقولات العصرنة،والكوننة والعلمنة،وغيرها من الاطروحات  النظام العالمي الجديد،والدي أريد للمسلمين فيه أن يسيروا في ركابه،وأن يركبوا موجته إدا أدرادوا اللحاق بالعصر،أو وضع أقدامهم على درب التقدم والحذاثة.

وهده دعوة حق أريد بها باطل في حق الاسلام والميسلمين،أطلقها الغرب بغية إحكام قبضته على عالم المسلمين،وإعادة تشكيل قيمه وثقافته،ليسهل قياده وتسخيره لحساب الهيمنة الاوربية والنفوذ الغربي،الذي أحكمت مخططاته،ورسمت شخوصه،لكي يعلو النمودج الغربي ويسود،وتنطمس الشخصية الاسالامية بكل رصيدها عبر الزمن والمكان،ويمهد الطريق لأجيال جديدة،لاتعرف لها فكرا ولا نظاما،فتسير في ركاب الحضارة الغربية التي تجعل إلهها المادة،ومعبودها الهوى،وقانونها التحلل من الاديان والقيم بإسم الحرية والديموقراطية.

نقول دالك،لأنه لامناص للمسلمين إدا أرادوا الفكاك من هده الازمة الخانقة،إلا بالتعرف على الواقع،ورسم الخطط والهداف على هدى من مبادئ الاسلام وتشريعاته،وإيقاض العقل المسلم من سباته العميق،ليضطلع بدوره الانساني،ويحكم البناء على أساس من استلهام الروح الاسلامية والمقاصد الشرعية،التي تملك المؤهلات اللازمة للتعامل مع المعطيات العصر،لاستعادة الدور الفاعل والخلاق للفقه الاسلامي،من أجل إعادة تنظيم الحياة الاسلامية ،وترتيب أولوياتها،وبعث نهضتها،وعودة العقل المسلم إلى الجسد المسلم الدي طال تجميده وعزله على معطيات الحياة الاسالمية،وتنصيب العقل الغربي المتمثل في النظام القانوني الفرنسي أو الانجليزي في توجيه حركة الحياة في المجتمع،والدي استتبع بالتالي طبع المجتمع المسلم بطابع مشوه ممسوخ،يتأرجح بين أصالته الاسلامية،والتبعية الغربية،الامر الدي ألقى بظلاله على كل مناحي الحياة في المجتمعات الاسلامية الفكرية،والسياسية ،والاقتصادية،والاجتماعية والاخلاقية.

وبالطبع فإن هدا التحول في مجريات الحياة الاسلامية،لم يأت من فراغ،ولم يحذث مصادفة،فقد حذث دالك بمجهودات منظمة،وخطط واعية محسوبة،وتهيئة للبيئة الاسلامية وإعدادها،لاستقبال تلك النظم الغربية،التي أدركت لامحالة،أنه السبيل لتحقيق الاختراق عن طريقه بإضعاف الهوية الاسلامية،وانخلاع الشخصية المسلمة عن مبادئها ونظمها،والتشكيك في قدرة العقل المسلم الدي صنع الماضي،على تشيد الحاضر ،وارتياد آفاق المستقبل،وهو ما مهد الطريق لفقدان الوعي الاسلامي الصحيح، مصدر القوة،وأساس التميز ،وعنوان الانضباط واستقرار المجتمعات.

ليست هناك تعليقات: