الأحد، 27 أكتوبر 2019

إصلاح ذات البين في الاسلام.

     

 اثر اصلاح ذات البين على المجتمع

إصلاح دات البين في الاسلام.

إتفقت كلمة الفقهاء على أن الصلح في الاصطلاح الشرعي،هو معاقدة يرتفع بها النزاع بين الخصوم،ويتوصل بها إلى الموافقة بين المختلفين.

وإنما كان الصلح خير،كما جاء في التنزيل لما يجابه من عظيم المصالح،وما يدفعه من كثير من المفاسد،فيه تزول الخصومة بين المتنازعين بالتراضي،وتأتلف القلوب،وتصفو النفوس، وتطيب المشاعر،ولهدا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:"ردوا الخصوم حتى يصطلحوا،فإن فصل بينهم القضاء يورث بينهم الضغائن".

وأيضا فلما كان النزاع سبب الفساد والفشل،ورفعه وقطعه بين المسلمين مطلوب شرعا،كان الصلح من أفضل أعمال البر،لأنه وسيلة لدالك،والوسائل تأخد حكم المقاصد،وقد روى أبو داود والترمذي وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة ؟قلنا بلا يا رسول الله،قال:إصلاح دات البين،فإن فساد دات البين هي الحالقة،أما إني لاأقول تحلق الشعر،ولكن تحلق الدين."ومن هنا قال البهوتي:"الصلح من أكبر العقود فائدة،لما فيه من قطع النزاعات والشقاق."ونص كثير من الفقهاء على أنه من نوافل الخير المرغب فيها والمنذوب إليها.

وقال الامام الزيلعي:الصلح أصله من الصلاح،وهو ضد الفساد،ومعناه دال على حسنه الداتي،فكم من فساد انقلب به إلى الصلاح بحسنه،ولهدا أمر به الله تعالى به عند حصول الفساد والفتن بقوله:"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهم"وقال تعالى"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلاجناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير."قالوا معناها جنس الصلح خير،ولا يعود إلى الصلح المدكور،لأنه خرج مخرج التعليل،والعلة لاتتقيد بمحل الحكم،فيعلم بهدا بأن جميع أنواعه حسن،لأن فيه إطفاء الثائرة بين الناس،ورفع المنازعات والموبقات عنهم،وهي ضد المصالحة،وهي منهي عنها بقوله تعالى"ولاتنازعوا"وفي ترك الصلح دالك ،لأن طلب المرء،جميع مايستحقه ربما يؤدي إلى الانكار،ولاسيما عند الاعسار،وفيه فساد عظيم بعد الانكار،فإن المدعي إدا أقام البينة تكثر العداوة وتهيج الفتن بين المدعي والمدي عليه والشهود والقاضي.

والصلح يتنوع في النظر الشرعي بحسب مبناه وما يقوم عليه أو ما يفضي إليه نوعين:أحدهما. صلح عدل جائز:وهو ماكان مبناه رضى الله سبحانه ورضى الخصمين،وأساسه العلم والعدل،فيكون المصالح عالما بالوقائع،عارفا بالواجب،قاصدا للعدل،كما قال تعالى:"فأصىحوابينهما بالعدل."

والثاني صلح جائر مردود:وهو الدي يحل الحرام أو يحرم الحلال،كالصلح الدي يتضمن أكل الربا أو أسقاط الواجب،أو ظلم الثالث،وكما في الاصلاح بين القوي الظالم والهصم الضعيف المظلوم،بما يرضي المقتدر صاحب الجاه،ويكون له فيه الحظ،بينما يقع الاغماض والحيف فيه على الضعيف،ودالك لما روى أبو داود وابن حبان وأحمد والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

إن الاصلاح بين الناس فضيلة وعمل يحبه الله ورسوله