الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

المرعى الطبيعي.

 

المرعى الطيبعيالمرعى بين القرآن والعلم.

المرعى الطبيعي.

للمرعى أهمية خاصة في حياة العرب،سكان الصحاري والبوادي،ويحتل بما يحتويه من كلأ ومياه مكانة عظيمة بين أفراد القبيلة الواحدة،ويعتبر الحمى المقدس الذي يجب أن يدود عنه كافة أفراد القبيلة،ولقد جاءت المراعي في مطالع قصائد العرب في الجاهلية ووصفوا شوقهم الى الحمى وامتزاجهم به وصفا وصل بهم الى حد المبالغة أحيانا،ووصل الامر بهم ألى تسمية أبنائهم وبناتهم بأسماء النباتات الرعوية التي تنمو حول مضاربهم وفي وديان وهضاب الحمى الذي ينتمون إليه.

الاهتمام بالمرعى.

وحضي المرعى كواحد من النظم البيئية المختلفة باهتمام الانسان وعنايته حيث لعب دورا هاما في حياته فهو الوسط الذي تعيش فيه دوابه وسوائمه، وظل ولايزال يمد مواشيه بالعلف اللازم لمعيشتها وإنتاجاتها.

وقد ورد دكر المرعى في آيات الدكر الحكيم:من سورة الاعلى"سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى،والذي قدر فهذى،والذي أخرج المرعى ،فجعله غثاء أحوى".
إن دكر المرعى في القرآن الكريم دلالة على أهميته التي عرفها الانسان بفطرته مند القديم وأتبتتها العلوم المختلفة عبر  السنين، فحين يظن البعض أن هده الاعشاب والشجيرات الرعوية،التي تزدهر في فصل الربيع وتنمو وتبقى بعضها مخضرا حتى الصيف المتأخر،يقتصر وجودها على وظيفة  واحدة فقط لاطعام حيواناته وليوقد منها ناره،وليستخدم فروع بعضها لأغراض التنضيف،ومع تطور معارف الانسان وتطوير الوسائل المختلفة التي ساعدته على اكتشاف العديد من الحقائق العلمية التي كان يجهلها،وجد الانسان ان لكل نبات من هده النباتات التي تنمو في المرعى وعلىمد البصر وظيفة بيئية او طبية او رعوية وماومن نبتة في هدا المرج الفسيح خلقت إلا لتؤدي دورا حيويا هاما في الوسط البيئي الدي تعيش به.

ولقد شهدت المجموعات النباتية المختلفة تخصصا شديدا في نموها تبعا لكميات الامطار المتوفرة ومواسم ومواعيد هطولها في المراعي المختلفة ففي فصل الربيع الماطر تنمو وتزدهر نباتات لاتستمر في نموها حتى فصل الصيف.
ومع مرور آلاف السنين تأقلمت هده المجموعات النباتية في المناطق التي نشأت فيها لأول مرة،وأينما نمت هده النباتات وترعرعت صانت المهد الذي تنمو فيه وتزدهر ولا تسمح بانتقاله أبدا أمام عوامل الحث المختلفة التي تسبب إنجراف التربة.

فالتربة وهي المهد الدي يحتوي هده النباتات معرضة للانجراف الريحي والمائي،وقد تتفكك بسبب ارتفاع درجة الحرارة نتيجة لتأكسد المادة العضوية التي تؤدي الى تماسك التربة،ولما كانت للانجراف آثار سلبية كبيرة على التربة والحياة بشكل عام،فإن الدور الدي تقوم به نباتات المرعى يبدو غاية في الاهمية إذ تخفف هده الناتات بواسطة جدورها المتشابكة ونمواتها الخضرية فوق سطح التربة ،من وطأة سقوط قطرات المطر على حبيبات التربة حيث تتيرها وتؤدي الى تطايرها في حال عدم وجود هده النباتات،كما تساهم هده النباتات في التخفيف من وطأة الانجراف الريحي،حيث تسبب تماسك التربة ووقف حبيباتها الصغيرة من الانجراف والانتقال مع الرياح.

لقد شكلت هده النباتات الاساس العملي للصيدلة الطبيعية واستطاع العرب الاوائل،ومن سبقهم من أمم،التعرف على فوائد كثيرة من هده الانواع النباتية،وجاءت المخطوطات الطبية التراثية حافلة بأسماء نباتات شتى استخدمت لعلاج العديد من الامراض،وقد دكر ابن البيطار وداود الانطاكي،وابن ابي اصبيعة،وابن زهر،وابن سينا،وابن المظفر،أسماء كثيرة لأنواع نباتية برية رعوية تستخدم في علاج كثير من الحالات المرضية ولا يزال قسم كبير من هده النباتات يستخدم الى اليوم كوصفات طبية ناجحة لعلاج بعض الحالات المرضية،كما وتشهد البشرية اليوم عودة الى العلاج الطبيعي بعد أن عرف الناس ما للادوية الكيميائية من مضاعفات  وآثار جانبية تؤثر عليهم،إضافة الى منافعها وأخدت العديد من المواد الصيدلانية التي استخدمت أساسا لصناعة بعض العقاقير من هده النباتات الرعوية.
            فسبحان الذي أخرج المرعى.

ليست هناك تعليقات: