الاثنين، 28 أكتوبر 2019

الثقافة الاسلامية بين الاصالة والمعاصرة الثقافة .

       
 الثقافة الاسلامية والثقافات الاخرى
الثقافة الاسلاميةبين الاصالة والعاصرة

الثقافة الاسلامية بين الاصالة والمعاصرة.

شهدت الساحة الاسلامية منذ الثمانينات حالة من النهوض والتحول،تتمثل في إعادة اكتشاف الذات والعودة الى المنابع والاصول،وفي إعادة الاعتبار الى القيم الخلقية،والمفاهيم العقدية التي كانت قد تراجعت لفترة زمنية طويلة امام سيطرة العقائد الوافدة التي تسربت مع الهيمنة الاستعمارية وبدعم منها،وإدا كانت الصحوة الاسلامية تتجلى في الانخراط المتزايد للعديد من الافراد والشعوب في الحياة الاسلامية،وفي انتشار الفرق والاحزاب والتنظيمات والجماعات التي تحمل كل منها تصوراتها ومشاريعها للاحياء السياسي والعقائدي،فإن هده الصحوة تحمل في طياتها الكثير من الالغام وتجرف في طريقها العديد من الاوساخ والرواسب،ومن أجل دالك لابد من فتح باب الحوار والنقاش وتنظيم حرية التعبير وإبداء الرأي،كي نصحح العديد من المفاهيم،نثبت الحد الادنى من المنطلقات الفكرية والسياسية التي تشكل قاعدة الوحدة والتضامن.

الاحداث التاريخية وردود الفعل.

يميل أكثر الناس وبخاصة الشعوب المغلوبة والمقهورة الى الرؤية الجامدة والمتطرفة،فتتغلب لديهم الانفعالات والمشاعر وردود الفعل على العقلانية والتحليل والابداع،وتأخد عنهم البساطة في التقرير والسهولة في الحمم،مكان البحث الدقيق والتحليل المتأني،فإما أبيض وإما أسود،إما مؤمن وإما كافر،إما ملاك وإما شيطان،...

ووفقا لهده النظرة،فإن انتصار الغرب ليس فقط غلبة عسكرية واقتصادية،وتفوقا تقنيا وتنظيميا..بل يعني سلامة في العقيدة  ورقيا في السلوك وتطورا في القيم والاخلاق،إنه باختصار انتصار بالمطلق،ينسحب على كل الميادين والاشياء والموضوعات.

لاشك أن بريق الانتصار يخطف الاضواء ويعمي الابصار خصوصا إدا بقي حذاء الغالب يدوس رأس المغلوب،ويمطره بوابل من المفاهيم الدعائية التي لا تدع له فرصة للتأمل أو التفكير،ولكن دالك لا يمنع الدين سنحت لهم الظروف أن يتعاطوا الامور بمنطق واضح وحس سليم، ومن أن يقوموا بواجباتهم نحو أمتهم وشعوبهم وأن يبرزوا الكثير من الحقائف،ويكشفوا عن العديد من المغالطات.

ولو نظرنا الى الاحذاث التاريخية،السياسية والاجتماعية،نظرة شمولية ومتحركة، لرأينا الوخدة التي تتجمع في باطن العناصر التي تختلف وتتعدد،ونرى التمايز والتنوع في نسيج الوحدة التي تبدو في ظاهرها كلية متجانسة وغير قابلة للتجزئة أو الفصيل،ولو نظرنا هده النظرة لما كنا ندعو الى قبول الغرب بمفاهيمه ومنهاجه ومعتقداته دفعة واحدة،ولما كنا أيضا نرفض الغرب من كافة نواحيه رفضا مطلقا لاتمييز فيه ولا تدقيق،حينئد نتمكن من رؤية عوامل الضعف والانحطاط والتفكك في الغرب تختجب خلف العلو المادي والاقتصادي والعسكري،وتتوارى خلف أضواء الوحدة والتماسك وشعارات الإخاء والحرية والمساواة،

وفي المقابل نكشف لدى الشعوب المغلوبة والمقهورة وخدة عميقة وراسخة تغطيها انقسامات سطحية وتدخلات خارجية،كما نعتر على قيم حضارية راسخة،وثروة فكرية ومادية مبددة يساء استخدامها وتنتظر الجهود اللازمة لإستغلالها.

ليست هناك تعليقات: