الاستخارة والاستشارة 

الاستخارة والاستشارة منهج حياة.

         الاستخارة والاستشارة منهج حياة

الحياة في الاسلام،والحياة وفق الاسلام،لايبقى فيها مجال للعشوائية واللامبالاة،وتصريف الامور كيفما اتفق أو وافق ما نهوى ونشتهي،ومن هدا المنطلق كان تحريم العمل بالازلام،وتحريم التطير،ولأجل دالك أيضا كان التحذير المتكرر من إتباع الشهوات وماتهوى الانفس ومن إتباع الظنون المجردة من أي دليل معتبر.

وكل هدا وغيره من مبادئ الاسلام وتوجيهاته يفضي بالمسلم حين يلتزم به إلى حياة متزنة منضبطة تسير على هدى وبصيرة،وتقدير وتدبير،حياة عقلانية واعية مستنيرة.

وعلى هدا المنهج شرع الاسلام الاستخارة والاستشارة،وكل منهما يحتاج إليه ويلجأ إليه قبل الاقدام على أتخاذوالقرارات،والمضي في الاعمال والتصرفات،وكا منهما يلهم الرشد والصواب،ويهدي إليهما وينير طريقهما،وقد جاء الخث عليهما والتنبيه على أهميتهما مجتمعين في الحذيث الشريف :"ماخاب من استخار ولا ندم من استرشده."

فأما الاستخارة فهي من قبيل "إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم" فالمصدر الاول والاعلى والدائم الدي ينبغي التوجه إليه في كل وقت وحين،ويمكن التوجه إليه في كل وقت وحين،نستهديه ونستعينه،هو الله تعالى،الخالق الرازق،العليم الحكيم،القدير الكريم.

جاء في الحذيث:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها،كما يعلمنا السورة من القرآن،يقول:إدا هم أحدكم بالامر،فاليركع ركعتين من غير الفريضة،ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك،وأستقدرك بقدرتك،وأسألك من فضلك،فإنك تقدر ولا أقدر،وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.  اللهم إن كنت تعلم أن هدا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي،ثم بارك لي فيه،وإن كنت تعلم أن هدا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ،فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به."قال ويسمي حاجته عند قوله هدا الامر.

ومعالاستخارة-قبلها أو بعدها-تأتي الاستشارة،فمن حسن التدبير وتمام الجمع والاعتماد عليهما معا،ولا سيما في مهمات الامور،ثم إن كلا من الاستخارة والاستشارةقد تكون مجليةوحاسمة لنتيجة الاخرى،قد يستخير أحدنا فلا يظهر له في البداية اختيار واضح ،فتأتي الاستشارة فتوجهه إلى الاختيار الصحيح،فتكون بمثابة جواب عن الاستخارة،وقد يبدأ بالاستشارة فتتعدد الآراء عليه وتختلف،فإدا استخار الله تعالى عزم له وألهمه رشده.