الخميس، 7 نوفمبر 2019

الفكر الغربي دراسة نقدية.

 الفكر الاسلامي والفكر الغربي.
الفكر الغربي دراسة نقدية.

         الفكر الغربي. دارسة نقدية.

لكل مجتمع ولكل حضارة رؤية تحدد طبيعة ثقافتها وتصوراتها عن الكون والانسان والحياة،وحين نراجع الاجتماعات البشرية لا نجد مجتعا خلوا من قاعدة روحية،يتعامل من خلالها الانسان مع الكون ونفسه وبني جنسه،ومن خلال هده القاعدة الروحية وما يتشكل استنادها إليه،من رؤية ثقافية،يصدر الفعل الانساني وتتحدد مواقفه ونظمه المجتمعية،لذى فكل تغيير في ثقافة شعب معين ستتبعه تغييرات في مختلف أنظمة الحياة وقيمها،وهدا ما توحي به الآية الكريمة:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).والذي يكون بداخل النفس هو دالك الاعتقاد الروحي الذي يضبط التفكير والسلوك.

قيمة العقيدة في الرؤية الحضارية.

    وتأسيسا على ما سبق تتبين قيمة العقيدة،ودور الفكر في الرؤية الاسلامية،ويتضح كدالك موقف التفكير الاسلامي المعاصر من الحضارة الغربية إذ يرجع أزمة هده الحضارة الى أزمة اعتقاد،فالصحوة الاسلامية لا تستصغر نفسها أمام هدا التطور المادي الهائل الدي امتلكه الغرب،لأنها تدرك أن هدا التطور لم يفرز نظاما اجتماعيا وحضاريا متماسكا،قادرا على استيعاب آمال الانسان ومنحه الاطمئنان النفسي والروحي.
  من ثم لا يستطيع استيعاب نمط الحياة الغربية الاقتداء المطلق والاتباع الاعمى،ولذا تعيد الرؤية الاسلامية تقويم هده الحضارة،وتقرأ سياق تطورها التاريخي باعتباره انفلاتا من الدين..ودالك هو سبب أزمتها وتهافتها.
   إن الحضارة الغربية نمودج فريد يساعد على إبصار حركة الانفلات من الدين،وما ينتج عنها من استفحال أزمات النفس وتفكك العلاقات الاجتماعية...ولقد أدرك علماء الاجتماع الغربيين هدا المأزق الذي انحدرت إليه ثقافة الغرب،فمند أوجست كونت القرن١٩م تم إدراك واستشعار هدا الفراغ العقدي الخطير الذي ساد المجتمع الغربي،إذ حينما تهدم مجتمع الاقطاع والكنيسة،ونشأ المجتمع الرأسمالي الرافض لما ساد المجتمع الغربي من قبل ثقافة دينية،ونتج بسبب دالك فراغ وخواء روحي،وفقد النمودج المجتمعي الناشئ المضمون الديني الذي يكسب أفراد الجماعة التماسك والتلاحم الوجداني،ولم يستطع مجتمع العلم والصناعة إفراز بديل روحي فكري يحل بعد رحيل الدين،ونظرا لضرورة الدين وإدراكا لوظيفته المجتمعية الهامة حاول عالم الاجتماع الفرنسي كونت صاحب الفلسفة الوضعية والداعي الى رفض الاديان وتجاوزها الى تشكيل دين جديد سماه دين الانسانية تكيدا منه على استحاله عيس الانسان بدون اعتقاد ديني.

       رؤية التفكير الاسلامي المعاصر.

ومن هنا يتأكد أن رؤية التفكير الاسلامي المعاصر استطاعت فعلا إبصار مكمن الفراغ في بنية الحضارة الغربية،وبلا شك سيكون دالك الجهد المعرفي الذي يراجع تاريخ الثقافة والفلسفة الغربية،على أساس تلك الرؤية المدركة لفعالية الاعتقاد الديني،وما يلحق المجتمع من جراء غيابه،جهدا ذا فائدة عظمى سيبرز وظيفة الدين ودلالته،وإيجابية حضوره في حضارة الانسان.

      خلاصة القول

ان مراجعة تاريخ الثقافة والحضارة الغربية،وقراءة ماآلت إليه في حاضرها،تأكد بكل وضوح ضرورة الاعتقاد الديني ووجوب حضوره كي يصلح الفرد والمجتمع،وإن تغيب الدينوإفراغ ثقافة المجتمع منه يؤدي لا محالة الى اهتزاز شامل في نظام التفكير والقيم والسلوك جميعا،ولا بد لنا في عملية اتصالنا وتفاعلنا مع الثقافة الغربية أن نستحضر جوهر هده الثقافة،وهو طبيعتها اللادينية،إد بدالك سنفهم الكثير من ظواهرها وسندرك لماذا ينصرف خطاب هده الثقافة الى التقليل من قيمة الابعاد الدينية ويبالغ في تقدير الظواهر المادية.

ليست هناك تعليقات: