الجمعة، 22 نوفمبر 2019

مصائد الشيطان.

مصائد الشيطان.مصائد الشيطان وذم الهوى.

                         مصائد الشيطان.

      عداوة الشيطان للانسان قديمة قدم الازل،دائمة دوام الوجود،مبعثها الحسد ودافعها الكراهية والبغضاء،لقد ساء إبليس تكريم الله تعالى لآدم عليه السلام،حينما أمر ملائكته بالسجود له،فاعترض وأبى أن يكون مع الساجدين(قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) وطين لايسمو سمو النار.

   فكانت عاقبته اللعنة والطرد من رحمة الله عز وجل(قال فاخرج منها فإنك رجيم،وإن عليك لعنتي الى يوم الدين) ولحكمة سبقت في علم الله تعالى أجاب سبحانه طلب إبليس بالانظار الى يوم البعث والنشور(قال فانظرني الى يوم يبعثون،قال فإنك من المنظرين،الى يوم الوقت المعلوم).

      بداية المعركة.   

   كان هدا الانظار الدي ناله إبليس منطلق الصراع مع آدم وذريته،فقد أقيم اللعين أن ينصب نفسه وأن يسخر جنوده وأعوانه لإغواء بني آدم وإضلالهم،وصرفهم عن طريق الهداية والرشاد(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين،إلا عبادك منهم المخلصين).

   وانطلق ينصب حبائله ومصائده على كل طريق،متوعدا أن يأخد على أعدائه مسالكهم،وأن يقعد لهم بكل صراط يعدهم ويمنيهم(قال لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وتن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).وتنوعت وسائله وتعددت فخاخه وأحابيله،ولم يدخر شيئا يقدر عليه إلا تعاطاه،ولا مدخلا من مداخل الغواية أمكنه الولوج منه إلا ولجه،وحرص أن يستغله لينفذ الى قلب ابن آدم فيضله أو يفسده،لقد استغل فكره،واستفز فرائسه بصوته،وأجلب عليهم بخيله ورجله،وجهد أن يشاركهم في الاموال والاولاد،وعدهم ومناهم،أمرهم بالكفر والفسوق والعصيان وكره اليهم الايمان والطاعات،وسبل الرشاد،وزين لهم أعمال السوء وأفعال الضلال،فوقعوا صرعى الاهواء،وعاشوا في حمأة الرذائل،تلعب بهم شياطين الانس والجن،وتتقاذفهم أمواج الشهوات.


       قناعة الشيطان. 

    إنه منذ يئس يعبد في أرض الاسلام فقد رضي أن يطاع فيما سوى دالك،مما يحقر المؤمنون من الاعمال والذنوب.

   نعم،لقد قنع بدالك وسعد به،وجرد جميع أسلحته لتحقيق المزيد من انتشار هده المحقرات،لأن اتساع رقعتها يقتضي بالضرورة انحسار الفضيلة وضعف تأثيرها،ولأن زيادة مقترفيها والراضين بها يفرز حتما جيلا منسلخا من تعاليم دينه، مستهترا بقيمه وأخلاقه، سقيم الفكر، عاجز الرأي،مخلد الى الارض،يعيش على هامش الحياة،باحثا عن نزواته،قانعا بما يساير ملذاته،متمتعا بعاجل وطره،وما الدنيا عنده إلا تبعا لدالك!وهل ثمة ما يسعد الشيطان ويقر عينه أكثر من هدا.وإن مثل هده البيئة من أماني الشيطان وأهدافه،فيها يستوطن وفي ربوعها يبيض ويفرخ،ويؤسس دولته،وينشر أعلامه،ليأوي أليها الزائغون الحائرون،ممن طمست أبصارهم،وعميت بصائرهم فغدوا لايستطيعون حيلة،ولا يهتدون سبيلا.


     المؤمن ينظر بنور الله.

  لقد سبقت كلمة الله تعالى بحفظ فريق من المؤمنين من غواية الشيطان وإضلاله(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين).

  هدا الفريق هم أهل محبته ورضوانه،حفظهم ورعاهم،ورباهم على عينه،واستعملهم بطاعته،وأنار قلوبهم بمعرفته،وجعل بينهم وبين الشيطان حاجزا وحجرا محجورا.

  فهم في منعةالايمان وحصن المعرفة،ما اقترب منهم الشيطان إلا رصدته بوارق اليقين،ورجمته شهب التقوى،فانكفأ خاسئا مدحورا(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان).وهدا الصنف هم  الفئة القائمة على الحق في كل زمان ومكان،وهم في الصدر الاول أكثر،وبمداخل الشيطان أدرى وأبصر،لقد حفظ عنهم من المواقف ما بقى دليل للسالكين على امتداد القرون،فاستمع الى الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه وهو يبين مكايد الشيطان ومصائده إن للشيطان مصائد وفخوخا وإن من مصائده:

  --البطر. بأنعم الله.

   --الفخر. بعطاء الله.

  --الكبر.  على عباد الله.

  -- إتباع الهوى في غير دات الله...

مصايد ما وقعت أمة في واحدة منها إلا كانت سبب هلاكها،ودمارها فكيف بها مجتمعة.           

ليست هناك تعليقات: