الأحد، 10 نوفمبر 2019

فوائد الشكر ومنافعه.

 
 فوائد شكر نعم الله والثناء.

فوائد الشكر ومنافعه.

شكر الله تعلى عبادة وطاعة ،وقربة تعلي منزلة العبد الشاكر،وتدنيه من مواقع الرحمة،ومنابع الخير،وقد وصفه ابن مسعود بأنه "نصف الايمان" فالشاكر بناء على هدا،يستكمل إيمانه،ويتحقق بتمام العبودية،ويرقى الى مقام الاحسان،وفوائد الشكر كثيرة ومتنوعة،ندكر نمادج منها لنهتدي الى ما سواها فمن دالك:

أن الشكر اتصاف وتحل بصفة من صفات الرب سبحانه

       فلقد تسمى ربنا عز وجل بإسم الشاكر في كثير من الاياتقال تعالى:"فإن الله شاكر عليم"وقال سبحانه:"وكان الله شاكرا عليما".
   كما أثنى على نفسه عز وجل بأنه شكور،ورد دالك مقرونا بالحلم تارة وبالمغفرة تارة أخرى،قال تعالى:"ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور" وقال تعالى:'إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم'.
   وغير خاف ماللتجمل بصفات الباري عز وجل ،من آثار حميدة في سمو الاخلاق،وتقويم السلوك،وتهذيب الغرائز ،وتوجيه الدوافع والهمم نحو مهمات الامور ومعاليها،فالشاكرون ربانيو هده الامة،وكلما كثر المتصفون بالربانية رقت الامة صعدا في درجات المجد والعلاء،ولهدا كانت ااربانية رسالة الانبياء الى أقوامهم،ومطلبا أساسيا في تكوين حياتهم،وتهذيب سلوكهم،قال تعالى:"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".والربانية نسبة الى الرب سبحانه وأهلها عباد أصفياء،وجند أشداء،وعبيد أوفياء،أخلصوا دينهم لله،وأفردوه سبحانه  بالعبودية،والتزموا منهجه في حياتهم،حملوا رسالته مجاهدين،من دون وهن ولا ضعف،ولا استكانة،لا يطمعون إلا بالفوز بالرحمة والمغفرة،والنصر على الاعداء،وبدالك حققوا الربانية في أروع معانيها ،وأعلى صفاتها.قال تعالى:(وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين،وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين،فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين).

  وهكدا نرى أن الشكر من الاسس المتينة ،والدعامات القويمة لنجاح المسيرة الدعوية،وبناء الشخصؤة الاسلامية السوية،أ أنه يسهم في تأسيسها على سلامة العقيدة ،ونقاء الفطرة، وصفاء الفكر،وتأدية الحقوق،وعرفان الجميل،ومكافأة المعروف وتقدير أهله.
  وهده-وأيم اللع-هي أسس العزة والسيادة،ودعائم النهضة والحضارة،سادت بها أمة الاسلام حينا من الدهر،فعلا سعدها،وصفا وردها،وكثر عطاؤها،وخضع الدهر لنهجها،وألقت الدنيا إليها مقاليدها.

   الشكر اقتداء بهدى الانبياء وسير على مناهجهم.

لئن كان الشاكر ربانيا في أخلاقه وسلوكه فإنه كدالك مهتد بهدي النبوة،ومقتد بأخلاق رسل الله عليهم الصلاة والسلام.
     فالانبياء صلوات الله عليهم وسلامه،هم القدوة الصالحة،والاسوة الحسنة،والنمادج الرفيعة من البشر،اصطفاهم الله على الناس برسالاته وكلامه،وألقى عليهم  محبة منه، وصنعهم على عينه،وعصمهم بالوحي،وهداهم بالرسالة،وأحاطهم بالعناية والرعاية،وأمدهم بالتوفيق،وأتم عليهم نعمته ظاهرة وباطنة،نصرهم نصرا مؤزرا،وهداهم صراطا مستقيما موضحا،أنزل في قلوبهم السكينة،وغفر لهم ما تقدم من الذنوب وما تأخر (الله أعلم حيث يجعل رسالته).

   ومع كل هدا الفضل وغيره كثير فقد كان سكر نعم الله تعالى سجية من سجاياهم،وخلقا أصيلا من أخلاقهم،وجزء أساسيا من تعاليم دينهم،ومبادئ رسالتهم،حازوا قصب السبق في مضماره،وضربوا أروع الامثلة في تطبيقه وتبيانه،فما منهم من أحد إلا كان له في مقام الشكر قدم صدق تطامن دونه كل أنواع العظمة والفخار.
     ونبادر القول ابتداء إن جميع أنبياء الله تعالى كانوا ساكرين لأنعمه،حامدين لربهم عز وجل بمجامع الحمد كلها. ولكن القرآن الكريم لم ييم لنا إلا أثنين هما أبو البشر نوح عليه السلام،وأبو الانبياء فبيما بعد إبراهيم عليه السلام.
    وهدا إن دل على شيء فإنما يدل على ندارة الشكر ،وقلة أهله في العالمين.(وقليل من عبادي الشكور).

   وبدهي الاسباب لابد منها وتبقى النتائج في الحالين بيد الله عز وجل،وقد تكفل سبحانه،أن لا يضيع أجر العاملين ،وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفاه:(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فألائك كان سعيهم مشكورا).


ليست هناك تعليقات: