الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

القائد يولد ولا يصنع .

القائد يولد ولا يصنعالقائد يولد ولا يصنع . القادة والقيادة.

          القائد يولد ولا يصنع.

إن من يحمل الخير يختلف عن الفارغ من كل شيء،ومن يتعد في حمله إلى إعطاء الناس،فهدا تكثر مواصفاته،والدي يحسن ويتقن في عطائه للخير ويهديه للناس عامة فهدا رباني اتخده الله لأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر،يجري الخير على لسانه ويده،وهو قدر من أقدار الله في استمرار عمارة الارض،وهدا الصنف من الناس لهم سير خاصة على مر القرون،سنختار بعضها من خلال سير بعض الرجال من أعيان المائة الثامنة الهجرية،لعلنا نستفيد من سيرتهم وسمعتهم،فقد امتازوا على غيرهم في زمانهم ،فحفظهم التاريخ فهدا عمربن أبي القاسم البجلي،نجم الدين يقول عنه البرزالي: كان ذا مروءة وتواضع،وحب للصالحين وحسن المحاضرة ثم قال :أعجبني سمته،فهدا السمت هو الدي نبحث عنه في شباب اىدعوة الذين نخاطبهم.

قمة في الحلم والسماحة.

احمد بن محمد بن سالم بن أبي المواهب الربعي بن صعري نجم الدين الدمشقي،كان يتفضل على كل من قدم من أمير وكبير وعالم،وهداياه لا تنقطع لأهل الشام ولا لأهل مصر،مع التودد والتواضع الزائد والحلم والصبر على الادى،ومن حلمه وسماحته،أن هجاه ابن المرحل فتحيل حتى وصل إليه بخط الناظم،فاتفق أنه دخل عليه،فغمز مملوكة فوضعها أمامه مفتوحة،فلما جلس ابن المرحل لمحها فعرفها فلما الحظ القاضي أنه عرفها  أشار برفعها،ثم أحظر بقجة قماش وصرها فضة وقال له هده جائزة فأخدها ومدحه.
وقادة الخير يحتاجون الى أذن تسمع الحسن فتجازي عليه وتكرم صاحبه،لكي يعود الى تكرار الحسن،ويزيد في إحسانه،وهي نفس الاذن التي لا تسمع الإساءة وإن كانت بصوت مرتفع،لأن السماحة لكلمة السوء أن تخترق الحاجز الاول من الاذن،وهو بداية الجفوة،وطريق القطيعة التي يستغلها الشيطان،ليبني مملكة الحقد والحسد والتأتي عناكب الانس والجن فتنسج خيوط الوهن على البناء الاسلامي ليزداد وهنا وضعفا على ما لحقه مز أثر معاول الهدم التي بدأت بمكر اليهود قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقادة الخير كما يحتاجون الى هده الادن القائدة يحتاجون الى العين الربانية(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).  إنها عين التسامح التي ترى كل خير بأجمل صورة وأوضح تقاسيم،ولا تكتفي بدالك بل تزيد في اللوحة حسنا بالإضافات التي تستعيرها من كل منابت الجمال في الكون،فمن الطيف تأخد الالوان،ومن الازهار ترتشف الرحيق،ومن الاجواء تداعب النسبم،ومن الشروق تختلس الضياء.
الاذن المزدوجة،والعين الربانية(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا).

   اهل عبادة وصبر.

عبد الله المغربي الاصل ثم المصري المشهور بالمنوفي ولد ببعض قرى مصر،كان من الصلحاء انقطع بالمدرسة الصالحية فكان لا يخرج إلا الى صلاة الجماعة أو الجمعة،وكان يشتغل بالعربية والاصول،ويكثر من الفقه،وقد شهد له معاصروه بأنه كان أحسن الناس إلقاء للتفسير،وكان يصوم الدهر،ولكنه يفطر إدا دعي الى وليمة،وكان لا يكتسي إلا من غزل أخته لعلمه بحالها،ويتبلغ من زرعه،وكان كثير الاحتمال،لا سيما جفاء الطلبة من المغاربة وأهل الريف.
يالها من سيرة لقائد نستفيد من سمته بعد وفاته،إنها مواطن الجمع بين الفقه والعلم والعبادة،مما لا تتسنى إلا لأهل الصبر والجلد،فانفصال الفقه عن العبادة أو العكس خلل،فقد يحذث فجوة في سيرة القائد.

فمنهج التكامل سبيل الى الريادة والإتزان،وضمان لعدم الشطط،فكل واحد منهما سياج أمن للآخر،والفقيه يحتاج الى العبادة ليتعلم الصبر على التحصيل والتعليم للآخرين.

ليست هناك تعليقات: