الاثنين، 18 نوفمبر 2019

تعريف التطرف الديني وأثره على المجتمع.

       
 التطرف الديني وعلاقته بالارهاب .

تعريف التطرف الدينيوأثره على المجتمع.

        ماهية التطرف.

ظهرت عبارة التطرف منذ أن صاغ الفلاسفة اليونانيون عبارتهم الشهيرة"الفضيلة وسط بين طرفين،إفراط وتفريط،فالشجاعة وسط بين التهور والجبن،والكرم وسط بين البخل والتبذير".
------ والتطرف في اللغة:هو مجاوزة حد الاعتدال،وقد استخدم مصطلح التطرف في الادبيات السياسية والاجتماعية في المجتمعات الغربية أولا،ثم شاع استخدامه في العالم العربي وخاصة في ألآونة الاخيرة.
       وهو في السياسة يستخدم لوصف سلوك وأفكار جماعات أو أفراد يرفضون الحوار مع مخالفيهم،أو مع مجتمعاتهم ويتمسكون بفكرة أو مجموعة أفكار صماء يخترعونها أو يستعيرونها على أسس بعيدة عن الإدراك الواقعي،ويرتبط التطرف عادة بمحاولة أقلية جامدة فكريا فرض رؤيتها وأسلوبها في التفكير على الاغلبية.

       علاقة التطرف والارهاب.

     لا يقتصر مفهوم التطرف على الدين فقط،بل يتعداه ليشمل السياسة أيضا،ويكمن جوهر التطرف السياسي في رفض الشخص المتطرف لواقع المجتمع القائم وسعيه لتغيير هدا الواقع مما يؤدي الى العزلة،وقيام علاقة عدائية مع المجتمع والى العنف الذي يسثتير عادة عنفا مضادا من قبل النظام السياسي،وعندما يتحول التطرف من مجرد موقف فكري الى فعل عنيف فإنه يتجسد فيما اصطلح عليه(بالارهاب) الذي يقصد به الاستخدام المستمر للعنف الدموي بهدف الوصول الى نتائج سياسية لصالح جماعات منعزلة أو محيطة،أو تجمعها حالة فصام نفسي مصحوب بالتبات عند رأي جزئي أو متعنت.

    الرؤية الاسلامية لظاهرة التطرف.

لقد نهى الاسلام عن الغلو والتشدد في الدين،فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الى التيسير على الناس والرفق بهم،والله سبحانه وتعالى:(لا يكلف نفسا إلا وسعها) إذ قد يضيق البعض على الناس فيحرمون ما أحل الله،ويخرجون عن مبدأ الاسلام الحق الذي هو نهج وسط،يتجلى فيه التوازن والاعتدال،بعيدا عن طرفي الغلو والتفريط،وهدا المبدأ وضعه الله تعالى لأمته فقال:(وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
        ولقد روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إياكم والغلو في الدين،فإنما هلك من مان قبلكم بالغلو في الدين"وما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هدا الفعل إلا لأنه يدفع الى التشديد في الامور الصغيرة،ولذا نجده يحدر أتباعه من كثرة الاسئلة التي تنتهي بهم الى هذه المرحلة ودالك حين قال:"إن أعظم المسلمين جرما،رجل سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته".
    والاسلام كما هو معروف،صفته الاولى سعة الصدر مع الخصوم،وهو دين اقتناع وإقناع لا دين إكراه وقوة،والمسلم إنسان متوازن ،معتدل في فعله،ومعتقده وليس عنيفا،ولا معسرا على نفسه ولا على الاخربن.

     علاج ووسائل مواجهة التطرف.

      ١-مواجهة الفكر بالفكر الصحيح،ولن يتأتى دالك إلا من خلال الاعتماد على علماء متخصصين في شتى مناحي الفكر الاسلامي،وزيادة عدد الدعاة من ذوي الكفاءات، وانتقائهم  وفق معايير فقهية وعلمية تؤهلهم لدور القيادة ،وخدمة أهداف الدعوة.
      ٢-تطبيق الشريعة الاسلامية،باعتبارها منهاج حياة صالحة لكل زمان ومكان،وكذالك في إطار فعالية الاسلام ومرونته،ويسره وواقعيته.
       ٣-تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية،وإصلاح السياسة الاقتصادية بحيث تضع في تخطيطها استتمار كافة العناصر البشرية الشابة.
      ٤-التوعية الدينية ومحاولة إثراء المجتمع بالثقافات الاسلامية التي تخلق الانسان الواعي لتغيرات العصر بمافيه من محاولات ايتعمارية لطمس الهوية الاسلامية فكريا وتكنولوجيا.
     ٥-تصحيح السياسة الاعلامية بحيث تخدم القضية الاسلامية،فتبتعد عن تشويه صورة العلماء في موادها الفنية،بالاضافة الى حماية الداتية الثقافية من الغزو الفكري الاجنبي،ووقايتها من مخاطر التيارات الثقافية التي تشوه طبيعتها الاسلامية وتضر بمستقبل أبنائها.


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

التطرف ظاهرة ليست خاصة بالعالم الاسلامي بل تعم جميع المعمور