الأحد، 3 نوفمبر 2019

نظام الحسبة في الاسلام.

الحسبة وأثرها في الرقابة على الجودة وحماية المستهلك .

نظام الحسبة في الاسلام

واعتبارا لما امتازت به الدعوة الاسلامية من العموم والشمول،جاءت أحكام الفقه الاسلامي متناولة لجميع مجالات الحياة،ولم تقتصر على العبادات،بحيث يجد المسلم في هدا الفقه ما يتعلق بالحلال والحرام، وما ينظم علاقاته بربه،وعلاقته بأفراد أسرته، وعلاقته بسائر أفراد مجتمعه الدي يعيش فيه،سواء كانوا ممن يشاركونه في العقيدة أو يخالفونه فيها،كما تجد في الحكومة الاسلامية القوانين الشرعية التي تطبقها في إدارتها لشؤون الرعايا من المسلمين وغيرهم،وفي علاقتها بالدول الاخرى.

الاهتمام الفقهي بتنظيم العمران

ومن المجالات التي اهتم بها فقهنا الاسلامي وأولاها المجتهدون اعتناء ملحوظا:مجال العمران وتنظيم المدن الاسلامية،وتحديد التصرف في الاماكن العامة التي يكون للناس  فيها حق مشترك مثل الطريق والسوق والميناء والمسجد.

ومن دالك أنهم أقروا للطريق حرمة تيسر استعماله لكافة الناس دون أن يلحقهم ضرر من أفراد يتجاوزون حدودهم في استعماله،فمن اقتطع منه جزءا ألحقه بملكه الخاص،حكم بهدم ما بناه،وإعادة الطريق الى ما كانت عليه،وقد حذثنا تاريخ قرطبة الاسلامية أن بعض سكانها اقتطع جزءا من أحد طرقها وبنى فيه،فعرضت المسألة على الفقهاء القرطبيين فأفتى بعضهم بهدم الجزء الدي يضر بقاءه بالطريق،بعد أن قدروا أن الطريق يلزمه ثمانية أدرع عرضا،وأفتى آخرون بهدم كل مازيد فيه من البناء ،على كل حال مراعاة لحرمته وصفته كمرفق مشترك.

وترجيح المصلحة العامة على الخاصة مبدأ يراعيه سائر فقهاء الاقطار-خارج الاندلس ايضا-ففي إفريقية أعلن علامتها الامام عبد السلام بن سعيد سحنون أن :من أدخل في داره من زقاق المسلمين شيئا،وشهد الناي بدالك بعد عشرين سنة،يرده الى الزقاق،ولا تخاز الازقة.

تنظيم الاسواق.

لقد وكل تنظيم الاسواق الى المحتسبين،حتى سمي المحتسب -بصاحب السوق-وألفت في أحكام الءوق مؤلفات،وممن أشار الى ترتيبها وبنائها عبد الرحمان  الشيزري الشافعي قال "ينبغي أن تكون الاسواق في الارتفاع والإتساع على ما وضعته الروم قديما،ويكون من جانب السوق إفريزان يمشي عليها الناس في زمن الشتاء،وإدا لم يكن السوق مبلطا،ولا يجوز لأحد من اليوقة إخراج مصطبة دكانه عن سمت  أركان السقائف الى الممر الاصلي لأنه عدوان على المارة،يجب على المحتسب إزالته والمنع من فعله،لنا في دالك من لحوق الضرر بالناس."

وأوصى الشيزري بأن يكون لأرباب كل صنعة سوق يختص بهم،وهدا مادهب إليه أيضا عبدون الاندلسي عندما قال :"يجب على المحتسب أن يرتب الصناع ، ويجعل كل شكل مع شكله في مواضع معلومة،فهو أجل وأتقن."

وؤصرح الجرسؤقي بما يوكل الى المحتسب بالنسبة لرعاية الاسواق،فيقول:"يجب عليه النظر في شوارع المسلمين وأسواقهم،فيما ينجسها أو يوعرها أو يظلمها أو يضيقها كالاجنحة والسوابيط والبيع في الطريق.

إن شريعتنا جاءت بمبادئ عامة ينبني عليه نظام حياتنا وتصلح لكل زمان ومكان،ضامنة خلود هده الشريعة الالهية،ومن تلك المبادئ ،دفع الضرر وإقرار الحقوق،ومراعات المصلحة العامة ودرء المنكر،وهده المبادئ هي التي قامت عليها خطة الحسبة التي كانت من مهمات صاحبها تنظيم النواحي العمرانية في المدينة الاسلامية حتى يطيب العيش فيها،ولقد ساعد فقهاء الحسبة في تحديد معالم هدا التنظيم وقننوا أحكامه التي يطبقها المحتسب عند أداء وظيفته الحضارية،تلك الوظيفة التي مهدتولوظيفة البلديات في عصرنا الحاضر،وبدالك يظهر ماةلأمتنا من رصيد في مجال التشريع، وفي مجال التنظيم ما يدل على مدى الرقي الحضاري الدي بلغناه.

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

الحسبة نظام إسلامي لتنظيم شؤون الناس
ما أعظمه من دين وأجله من تشريع وكيغ لا وهو تشريع رباني .

Unknown يقول...

الاسلام نظام شامل ومتكامل