الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 تاريخ ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلمذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

       ذكرى ميلاد المصطفى             صلى الله عليه وسلم.

     في مثل هذا الشهر لسنة ثلاث وخمسين قبل الهجرة،أعلن الله رسالته من جديد،في استهلال هذا العربي الوليد،فكان مولده صلى الله عليه وسلم مولد أمة،وميلاده ميلاد رسالة،وظهوره ظهور هداية،ومقدمه مقدم رحمة للعالمين،لأن قافلة الحياة يومئذ كانت حائرة السبيل،جائرة الدليل خائرة العزيمة،والعالم الانساني من شرقه الى غربه غارق في الخرافة سادر في الوثنية،موغل في العبودية،وكانت الولايةعلى الدنيا في دالك الحين لأعقاب من الروم شفهم الفسوق والترف والعصيان،وأخلاف من الفرس هدهم الغلول،والطمع والطغيان،والناس بين هدا وداك أوزاع وهمج،وغوغاء ورعاع،لا هادي من شرود،ولا عاصم من ضلال،ولا حاجز من تدن،فالأجساد متاع موروث،والارواح موات محبوس،والدماء طوفان مسكوب.
        وكانت العرب حين ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم أشتاتا من غير جامع،وهملا من غير رابط،وأحياء من غير غرض،فاضت في نفوسهم الحياة من غير غاية،وزخرت في عزائمهم القوة من غير هدف،فصرفوا هدا النشاط العجيب الى نزاع لا ينقطع،وصراع لا يفتر،وغارات لاتهدأ،وأكل القوي منهم الضعيف،وصارت الحياة مذأبة،وتحولت الديار الى غابة،وانقلب البشر الى وحوش،فكان لابد أن تتدارك البشر عناية الله،وأن تغاث الارض بنفحات السماء،فشاءت إرادة الله أن يظهر محمد ثلى الله عليه وسلم في هدا الظلام الدامس،ليكون النور الالهي الكاشف لهدا الظلام،ويكون الغيث العميم لهدا القفر اليائس،فتصدعت لهيبته العروش،واندكت لطلعته الصروح،وهتف بالعالمين هاتف:اليوم ينتهي تاريخ ويبتديء تاريخ آخر،ويزول عهد ويبزغ عهد سواه،فليس بعد اليوم كاهن ولا طاغية،ولا أصنام ولا أزلام،ولا عبيد لبشر،ولا خضوع لوثن،وإنما العبادة لله،والقيادة للرسول،والسيادة الدين،والاحكام الى الحق والمعروف،والحياة للجميع بدون قهر ولا خوف ولا استعباد،وانبثق النور القدسي في معالم البدو والحضر،كما يبتسم الامل في بحور اليأس،وتومض النار في ظلام المحيط،فظهرت الوحدانية على الوتنية،والانسانية على العصبية،والاسلامية على الجاهلية،وصار محمد صلى الله علين وسلم القائد الروحي والفكري لمواكب الاحياء مابقي الليل والنهار،والمثل الحي والنمودج الانساني الصحيح لكل سائر على هدى في هده المعمورة الى يوم أن ؤرث الله الارض ومن عليها،فكان حقيق أن تبشر به الانبياء،وأن يستشرف إليه الزمن ويرقبه التاريخ

                 ميلاد أمة
                          ورسالة في 
                                ميلاد رسول.
وتكون معه الانسانية على قدر،فتنبه إليه الرسل،وتحمل ذكره الكتب،وصفته الصحائف،وصدق الله تعالى:
   --(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورات والانجيل،يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر،ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث،ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم،فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
    ولننظر الى عيسى ابن مريم يبشر به بني إسرائيل:
--(وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني أسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة و مبشرا برسول يأتي من بعدي إيسمه أحمد).
    كما ذكرة الكتب صفته وصفات أصحابه الدين حملوا الدعوة بصدق وإيمان ورجولة واحتساب،فقال الله تعالى:
    --(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود،ذالك مثلهم في الثوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما).
         
        ومحمد صلى الله عليه وسلم وإن كان عربي المولد واللسان،ولكنه عالمي الرسالة والكفاح والغاية،جعله الله علم هداية ورمز إيمان،وقدوة بشرية منيرة للعالمين،وصدق الله تعالى :---ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رءول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما---.
        فكما أن الشمس ليست ملكا لجنس معين والحياة جمعاء تنتفع بضوئها ودفئها،فكدالك محمد صلى الله عليه وسلم وتراثه ودعوته،وإن مضى عليها أربعة عشر قرنا أو يزيد ولكنها محفوضة باقية ساطعة تعمل عملها وتفعل فعلها في الهداية،وستظل الى يوم أن يرث الله الارض ومن عليها.

ليست هناك تعليقات: