الأحد، 17 نوفمبر 2019

التغريب في التعليم.

     

             التغريب في التعليم.
    إنه ليس هناك تعريف محدد لمصطلح أو معنى (التعريب) يصفه وصفا قاطعا مانعا،ولكن يمكن القول إن الغزو الفكري الذي ينتج عن ااتغريب هو أن تتخد أمة من الامم مناهج التربية والتعليم لدولة من الدول الكبيرة،فتطبقها على أبنائها وأجيالها،فتشوه بدالك فكرهم وتمسخ عقولهم،وتخرج بهم الى الحياة وقد أجادوا بتطبيق هده المناهج عليهم شيئا واحدا هو تبعيتهم لأصحاب تلك المناهج الغازية.
--------كذالك فأن الغزو الفكري هو أن يحول العدو بين أمة من الامم-وبخاصة الامة الاسلامية-وبين تاريخها وماضيها وسير الصالحين من أسلافها،ليحل محل دالك تاريخ تلك الدولة الكبيرة الغازية وسير أعلامها وقادتها،فيشب المثقف من أبناء تلك الامة المقهورة،وليس فؤ نفسه مثل إلا ما يقرأ عنه في تاريخ الدولة الغازية..فينهل عن تاريخه وسير الصالحين من أسلافه،ويدهل عن حاضره ومستقبله ويضل عن معالم طريقه...
--------ومن ناحية أخرى فإن التغريب قرين للتغيير الاجتماعي،حيث أصبح هدا التغيير الاجتماعي بديلا عن تنصير الامة إذ يؤدي الى إبعاد المسلمين عن دينهم،وهو بديل عن ردتهم الدينية...أي أن هدا التغيير الاجتماعي بصورة أو بأخرى هو نوع من التبشير الدي كانت بدايته مع نهاية الحروب الصليبية.إذ فالهدف هو إبعاد المسلمين عن الاسلام باعتبار الخطر الكامن في دالك الاسلام-كما يتصور الغرب أو يتوهم-وقد كانت الاشارة الى هدا الهدف تحت اصطلاحات أكثر تهديبا مثل التغريب،أو التغيير الاجتماعي.

        العلاقة بين التبشير والتغريب والاستعمار.

        إن الاوربيين بعدما شربوا هزيمة ساحقة فؤ حربهم الصليبية الاولى، وتركوا وراءهم آلاف القتلى في الشرق المسلم،لأنهم واجهوا شعبا مسلما جدوره ممتدة الى أجداده المجاهدين الاوائل..رأي مفكريهم وقساوستهم أنه ينبغي أن يسبق معركتهم الصليبؤة المقبلة او التالية شيء من الدراسة ومن الاعداد،كما أنه لا ينبغي أن يرفع الصليب على رأس كل حملة عسكرية غازية للشرق المسلم،حتى لا يستثيروا غيرة المسلمين على دينهم.
     وجاءت أولى الدراسات عن الشرق،وأولى جهود القساوسة على شكل إنشاء مدارس التبشير التي درس فيها الاسلام والمسلمون وأوضاعهم،ومن خلال هده الدراسة بدأوا يدرسون أمورا في الاسلام تشكك ضعاف النفوس في كثير من يقينهم وبدأ التفكير الجدي في
             بعد هزيمة الصليبيين
                        في حروبهم قرروا أن
                 أن يبدأوا بالغزو الفكري قبل 
             الغزو العسكري
عملية الغزو الفكري قبل الغزو العسكري،إذ أن دالك يمهد الطريق أمامهم،ويبعثر جهود عدوهم،فيوفر عليهم الكثير من المعارك قبل أن يدخلوا الحرب...من أجل دالك أصبح الغزو الفكري للاسلام والمسلمين يستهدف الجدور لا القشور، ومن هنا تركز الغزو الفكري ضد أمرين خطيرين هما: العربية لغة القرآن والاسلام.

   العملاء من أبناء جلدتنا.

    على أن الامر لم يقتصر على المستعمرين الاجانب والمستشرقين فحسب،وإنما قامت في العالم الاسلامي مجموعة من أبنائه غير الواعين وما هم إلا مجموعة من العملاء الذين ساعدوا المستعمر الاجنبي على أضعاف روح الامة الاسلامية،وعلى توهين عزائم أفرادها،عن طريق الانماط الغربية في التعامل والتي حاولوا فرضها أو إدخالها على حياتهم،فكانوا بدالم معاول الهدم التي أخدت تصعد في البناء الكبير،وكانوا بدالك هم الذين مهدوا للغزو الفعلي لأوطانهم،ويكفي مثلا عليهم مصطفى كمال أتتورك،دالك الذي حقق حلم جميع الدول الاوربية بإلغاء الخلافة الاسلامية....إلخ.

       التغريب والتعليم.


     الى أن التعليم عنصر أساسي من عناصر التغيير التي تلجأ إليها المجتمعات والجماعات المختلفة لصب ماتريده في عقول أفرادها،وبالتالي في تشكيل شخصياتهم، ومدى التأثير والتغيير الذي يحذث في شخصياتهم يكون التأثير في مستقبل المجتمع داته،وفي مسي ته عبر التاريخ،وكم من مجتمعات تغيرت مسيرتها وتحولت بسبب ما أدخل على تربية أفرادها،وما وضع في برامج تربيتهم وتعليمهم.
-------كماأن إعداد المعلمين الذين يتولون التدريس لهم مكون أساسي من مكونات العملية التعليمية،فمعروف لدى التربويون أن المعلم هو حجر الزاوية في أي عملية تعليمية،وبدونه..وبدون الاعداد الجيد له،قد تفشل،أنجح البرامج التعليمية مما وفر لها من عناصر النجاح..وهدا ما جعل علماء التربية يصفون مهنة التعليم بأنها المهنة ألأم،ودالك لأنها تسبق جميع المهن الأخرى في التأثير على شخصيات الافراد... 
-----لقد وعي الغربيون هدا البعد الخطير في حياة الامة،وبالتالي اهتموا بصب ما يريدون في عقول أعداد لابأس به من أبناء الامة الاسلامية الذين متهنوا التدريس،سواء على مستوى الجامعة،أو في مستويات التدريس المختلفة،حيث يسروا لهم سبل الابتعاث للخارج،أو التدريب في جامعاتهم ومراكزهم،بحيث يعودون الى مجتمعاتهم ليمارسوا التأثير الذي يرتضيه الداعون الى التغريب في مجتمعاتنا..وهدا يحدث في كثير من بلاد العالم الاسلامي،وفي التعليم العسكري والمدني على السواء...

   غارة خطيرة على لغتنا العربية.

    إن اللغة هي وعاء الثقافة،وهي وسيلة المجتمع للتعبير عن داته،وللمحافضة عن تراثه وأصالته،وفي حالتنا نحن المسلمين فإن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم،وهي التي ترك كثير من الشعوب لغاتهم الاصلية كي يتخدوها لغة لهم،بعد أن اعتنقوا  الاسلام طائعين مختارين،وأثبتوا للعالم أجمع أن اللغة العربية هي لغة الادب والثقافة الرفيعة،كما أنها لغة العلوم المختلفة،بل إن الاوربيين المستنيرين،في خلال عصور الظلام التي عاشتها أوربا كانوا يتباهون بأنهم يعرفون العربية ،لغة العلم والتقدم...آنداك.
     أما بالنسبة لنا في العالم الاسلامي فقد حذثت غارة خطيرة استهدفت لغة القرآن الكريم،بقصد إضعاف روح الامة،وتفتيت وحدتها الفكرية والتقافية وبالتالي تغريبها،وإبعادها عن أهم مصادر عزتها وقوتها،ومما يؤسف أن هده الهجمة لم تأت من المستعمر فحسب،وإنما عاونه عليها بعض من انتسبوا لهده الامة الاسلامية العظيمة التي أصبحت مبتلاة حتى من بعض بنيها..إدا جاز تسميتهم هكدا.
      

    الخلاصة.

      إننا أمام هجمة شرسة من كافة الاعداء تجمعوا لهدف واحد هو النيل من الاسلام،والتأثير في هوية المسلمين بمختلف الطرق وشتى الوسائل الممكنة...ولعل من أهم وأخطر هده الوسائل قضية التعريب في التعليم،والتي تسللت لبعض بلاد المسلمين في غفلة من أهلها،وتصل الى مختلف مراحل التعليم ابتداء من التعليم الإبتدائي ومرورا بالتعليم المتوسط والثانوي..واستقرارا في التعليم الجامعي والعالي...ولكن كيف حذث دالك....؟!.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

التغريب هي سياسة ممنهجة لتخريب العقول المسلمة